يـمشي بـخطى متثاقله، حـاملا صـناديق أكـبر من حـجمه
هـذا ما اعـتاد سـمير فـعله كـل يوم. بـنظرات مـتفائله تـتطلع لـمستقبل مـشرق يـتمناه صاحبنا
حـين يـصبح طـبيبا يـشهد لـه الـجميع بـبراعته.
لـم يـجد أكـثر مـن الـتمني ليقاوم بطش والـده، ساعة يعلو الصراخ الدكان ليتسلل إلى مسامعه يقطع قلبه أطرافا{ يا غبي، احمل صندوقا إضافيا. أما زلت تدرس لا تحلم مكانك هنا }
بمحفظة حقيرة و كتب أحقر يدرس سمير للامتحان الفاصل الذي يحدد مصيره، حين يرفع الوالد يديه نحو السماء خاشعا متضرعا
{ يا رب اجعل الفشل حليف ولدي }.
في ذلك اليوم المصيري، يذهب سمير بظهر مكسور و أكتاف مهترئة لمعرفة نتيجة الامتحان،
عندما بلغت القلوب الحناجر، و التفت الحشود حول اللائحة الذهبية، حينها يهرول سمير من بعيد لرصد اسمه
ما بين هتاف المفلحين و نحيب الخاسرين، يقلب اللائحة و هي خاوية على عروشها
و تبخر الحلم أدراج الرياح...